مدرسة عين جالوت وحول ساحتها الصفراء لحديقة خضراء
أبوظبي ـ لبنى أنور ـ التاريخ: 21 مايو 2011 م.
حولت إسمها إلى مشروع لأنها وجدت فيه معنى لا يعكس شخصيتها فقط بل فكرها وطموحها وأحلامها، المعلمة أمل الحوسني بمدرسة عين جالوت التأسيسية بأبوظبي التي أرادت أن توجد لطالباتها الصغيرات وسيلة للترفيه عنهن في سن طفولتهم الشغوف بالألعاب والمليء بالطاقة، وفي ظل انشغال الأهل بمسؤوليات الحياة وأعبائها عن ترفيه أبنائهم، بل ولإيجاد الحلول لبعض طالباتها اللواتي يعانين النشاط الزائد.
ولأسباب كثيرة جسدها مشروعها « حديقة الأمل بين الماضي والحاضر » الذي لم يكن مجرد فكرة على ورق ولن يحتاج لشركات لتنفيذه، بل هو واقع حول الصحراء الجرداء لحديقة خضراء غناء بأيدي معلمة وأنامل صغيراتها الطالبات وروح التغيير التي أردنها.
كانت أمل كلما نظرت حولها في المدرسة ووجدت الرمال الصفراء تحيط بها وتجد أن الصورة يجب أن ترسم بشكل آخر، وأن يكون المكان المحيط بالمدرسة التي تختضن فراشاتها الصغيرات أكثر روحاً وحياة وجذباً، لهذا قررت أن تحول الأرض الفضاء الرملية للمبنى الخلفي للمدرسة لحديقة جميلة، والحقيقة أن التخطيط على الورق للفكرة اختلف كثيرا عن طبيعة الجهد الذي بذل لتحويلها إلى واقع، فبدأت مع طالباتها عملية تنظيف واسعة للأرض الرملية بانتزاع الحشائش الضارة وإزالة الحجارة لجعل الأرض صالحة للزراعة.
وكانوا أحياناً يستعينون ببعض العمال والماكينات الآلية لمساعدتهن في إزالة بعض الأعشاب الضاربة في الأرض والتي كانت متمسكة بمكانها، وبعد جهد كبير في جو حار ومغبر ومتقلب خلال أيام أبريل الماضي، أنجزت المعلمة وفريقها مرحلة التنظيف وتجهيز الأرض لاستقبال ثوبها الجديد، فدخلت الأرض مرحلة الزراعة حيث افترشت بالعشب الطبيعي وشتلات النباتات وزينت بألوان الزهور حتى أصبحت اللوحة مشهداً مبهجاً في انتظار أن تكتمل عناصره بإضافة الألعاب.
هنا أرادت أمل أن يكون هذا المشروع نموذجا للعمل التطوعي والانجاز وكذلك غرس العديد من القيم في نفوس أطفالها الصغار وتكبر معهم ضاربة بجذورها داخلهم وتنتقل منهم لأبنائهم، فاختارت أن تكون للحديقة وجهان، وجه حديث بألعاب متطورة، ووجه تراثي يعيد بعضا من أصوات وابتسامات أطفال الماضي وضحكاتهم التي يطلقونها وهم يلعبون بألعابه البسيطة، وهنا امتدت يد أخرى للعون والمساعدة، حيث تعاون معهم أحمد المرزوقي صاحب متحف « زايد الخير » فزود الحديقة بالألعاب التراثية وترك بصمة من فكره وجهده في نشر التراث بين جيل الطلبة في حديقة الأمل.
وهكذا اكتمل القصة وأصبح لمدرسة عين جالوت اليوم شكل جديد، فحديقة الأمل أحيت بخضرة أعشابها وألوان ورودها الزاهية أجواء المدرسة وبيئة طالباتها اللواتي تعلو وجوههن البسمة وتختلط ضحكاتهن وهن يلعبن في الصباح مع صوت العصافير ورائحة الزهور ونسمات الهواء، فيكون للمدرسة طعم آخر في الفسحة وحتى في الحصص حيث تتوجه المعلمات لإعطاء حصصهن في هذه الأجواء المبهجة،
وشعرت الأمهات بتأثير الحديقة بألعابها على أطفالهن فتقدمن بالشكر للمعلمة وحرصهن على تقديرها من خلال الثناء على مشروعها في برامج البث المباشر عبر الراديو، وتقول أمل أنها كلمها رأت طالباتها في الحديقة سعيدات، ولمست علامات التقدير في عيون الأمهات، كلما نسيت حجم التعب في تنفيذ المشروع والذي لا تزال آثاره حتى اليوم بادية عليها من حرقة الشمس وقسوة الحشائش الصحراوية.
ولكن طموحها كان أقوى من كل ذلك وأنجزت حديقة الأمل في شهر واحد فقط بدعم من مدرستها بإدارتها وزميلاتها، حتى أن زميلتها المعلمة فائزة عبدالله أحبت أن تساهم في هذا العمل وشعرت به ، فكتبت المشروع في شكل قصة تحكي عن ( أمــــل ) ابنة الإمارات التي كثيراً ما حلمت بمشروع ترفيهي يفيد من حولها، ثم تابعت القصة بكافة تفاصيلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق