الأربعاء، مارس 09، 2011

دور الاختصاصي الاجتماعي في معالجـة تأتأة الأطفال ... ؛

دور الاختصاصي الاجتماعي في معالجـة تأتأة الأطفال
قد يقف بعض الآباء عاجزين أو شاعرين بالذنب لعدم مقدرتهم على مواجهة صعوبات أبنائهم اللغوية وما تشكله من عوائق من اتصالهم بالآخرين.

وقد يقوم بعض هؤلاء الآباء بعدة محاولات للبحث عن أسباب المشكلة ومحاولة إيجاد الحلول لها ولكن دون الوصول إلى نتائج ذات شأن، مما يدفعهم للجوء إلى الاختصاصي الاجتماعي سعياً وراء العثور على إجابات لتساؤلاتهم المتعددة.

نحن نقدم هنا عدة توصيات قد تساعد بشكل أو بآخر في الوصول إلى نتائج إيجابية خصوصاً في المجال الإرشادي، مع الإشارة إلى أن ذلك لا يقدم العلاج النهائي أو الحاسم للمشكلة.

مشكلة التأتأة:من الطبيعي أن مهارة التحدث والقدرة على استخدام مفردات اللغة تختلف من طفل لآخر.
وهو ما يرجع إلى تأخر بعض الأطفال في اكتساب المعاني والألفاظ، في حين يعجز آخرون عن التعبير عن الكلام.
وهذه الأسباب يمكن أن تحددها حالياً بشكل جيد، إلا أن أسباب التأتأة تبقى غامضة! ويمكن القول بأن التأتأة المبكرة التي تبدأ عادة بين مرحلتي السنتين والست سنوات عادة تكون واضحة؛ لأن الطفل في هذه المرحلة يدرك مدى حاجته إلى التفاعل اللفظي مع إخوته وأقرانه، ويمكن أن تكون ناتجة عن خلل في النظام التوصيلي أو مرتبطة بنوع من إعاقة في النمو الكلامي.

كما أن الضغط الاجتماعي وما يحدثه من اضطرابات نفسية يمكن أن تؤثر على النظام الاتصالي للطفل، وإذا لم يتدارك ذووهم الأمر أصيب هؤلاء الأطفال بعاهات دائمة يكون لها أكبر الأثر في مستقبل الحياة.

ويعتبر إهمال الوالدين الزائد عن الحد لطفلهما أحد أسباب التأثير السلبي على لفظ الطفل وتفاقم مشكلته.

فمن الملاحظ عند الأطفال المصابين بالتأتأة زيادة في درجة اضطرابهم النفسي خصوصاً في المجتمعات المنغلقة نسبياً.

دور الاختصاصي الاجتماعي:
في هذه المرحلة يكون الطفل في حاجة ماسة إلى أن يقوم الاختصاصي الاجتماعي بتوجيه والديه من أجل التخفيف من ظروف الضغط الاجتماعي التي تساعد على حدوث «التأتأة».

ويمكن القول بأنه يجب على الوالدين أن يلفتا انتباه ابنهما في أثناء الحديث، وأن يكونا مستمعين له ومتجاوبين، وأن يتجنبا مقاطعة الطفل عند الحديث، أو ضغط الوقت عن طريق إلزام الطفل بزمن محدد للحديث، وكذلك توفير جو صحي يساعد الطفل على التحدث بطلاقة كلما أمكن ذلك.

ومن الضروري كذلك إشعار الطفل بأنه يتحدث بطلاقة، وذلك من خلال المدح المستمر إذا أحسن اللفظ، مع تجنب الإحباط والعقاب والتوبيخ المستمر إذا أخطأ، وكذلك إرشادهم إلى عدم استخدام كلمة «تأتأة» في وصف كلام طفلهم حين يتحدثون معه، وكذلك عليهم تنبيه إخوانه وأقرانه، وأن يتعلموا كيف يستجيبون لطاقته الكلامية التي قد يظهرها أحياناً مع الابتعاد عن الثورات الانفعالية في العائلة فهي قد تكون من العوامل السلبية الموجودة في حياة الطفل اليومية والتي قد تؤثر في مقدرته على التخلص من مشكلته.

ربما يحتاج الأبوان أساساً إلى الفرصة لتحويل مشاعرهما فيما يختص بكلام طفلهما، ففي بعض الحالات يكون لدى الآباء شعور بالذنب يوحي بأنهما المسؤولان عن صعوبة نطق ابنهما.

وهنا يجب على الاختصاصي الاجتماعي أن يرشد الأبوين بالإيضاح لهما مثلاً بأن العوامل المسببة لما سمياه «تأتأة» ليست معروفة وبأن نسبة معينة من الأطفال لديهم مشكلات لغوية بدرجات مختلفة، وأن أسباب هذه الفروق قد تكون نتيجة تكاتف عوامل أو ظروف بيئية، ومن المحتمل أن تظهر التأتأة حتى ولو لم توجد هذه العوامل والظروف.

ومن هنا، فإن على الاختصاصي الاجتماعي توجيه الأبوين إلى إيجاد ذلك النوع من العلاقة البيئية المساعدة على الطلاقة اللغوية والنضج اللغوي مع توفير أعلى حد ممكن من الضغوط البيئية والكلامية السليمة مما يساعد الطفل على أن يتشافى بشكل تلقائي من مشكلته.

أما من الناحية الذاتية فيجب المساعدة في التقليل من حدة الخجل والارتباك عند الطفل ومحاولة بناء واحترام الذات والثقة بالنفس لديه، وأن يقوم الاختصاصي الاجتماعي بمعاملة الطفل بصورة عادية وكأنه شخص عادي وأن يتجاهل مشكلته، كذلك محاولة إجبار الطفل على الكلام أو القراءة بصوت عال في مكان لا يقربه أحد والمثابرة على هذه الطريقة مدة طويلة.

فيما يلي أعرض بعض التوجيهات والمقترحات التي قد تساعد في عملية العلاج والتخفيف من حدة هذه المشكلة لدى أطفالنا:
  1. علاج حالات الضعف العقلي التي قد يعانيها مثل هؤلاء الأطفال.
  2. محاولة إعادة الاتزان الانفعالي لدى الطفل عن طريق العلاج النفسي، وحل المشكلات الفردية لديه.
  3. الاهتمام بالعلاج الجماعي والترويحي للطفل عن طريق اللعب مع الجماعة وممارسة الأنشطة الترويحية.
  4. إرشاد الوالدين بخصوص تلافي أسباب اضطرابات الكلام.
  5. الابتعاد قدر الإمكان عن النصح الدائم والمستمر للطفل، وعدم التوبيخ في حالة الخطأ.
  6. علاج النواحي الجسمية والتكوينية في الجهاز العصبي لدى هؤلاء الأطفال، مثل جهاز الكلام والجهاز السمعي والكشف عما إذا كانت هناك مشكلات مرضية أخرى، مع الكشف الدوري للطفل للتأكد من سلامته الجسدية.
  7. استخدام العلاج الكلامي للطفل عن طريق التمرينات الإيقاعية في الكلام، واستخدام طرائق تنظيم الكلام لديه.
  8. عدم نقل الطفل إلى مدرسة أو حضانة جديدة لأن ذلك يؤدي إلى تفاقم المشكلة.

نشر في مجلة الثقافة الصحية
عدد 46
بتاريخ ربيع الآخر 1420هـ -يونية 1999م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق